“ÙØبيبة قلبك ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي ليس لها عنوان”!
الØمد لله رب العالمين!
قديما كان آدم يعيش ÙÙŠ الجنّة آمنا مطمئنّا، لكنّه لم يلبث أن أخطأ، Ùكان عقاب الله له هو أن ينزل إلى الأرض ويكابد ألم الØياة Ùيها هو وذريّته. إنّ تاريخ الإنسان على الأرض يتلخّص ÙÙŠ عنصرين أساسييّن:
1) تاريخ الأÙكار والثقاÙات والعقائد.
2) تاريخ الكراهية والØروب.
ولم يتÙوّق Ø£Øد من سكّان هذا الوجود المعلوم على الإنسان ÙÙŠ عراك وكراهية بني جنسه إلا Øيوانًا اسمه الشيطان التسماني! قديما عاش النبي العظيم إبراهيم ÙÙŠ العراق ثم سوريا ثم Ùلسطين. عاش زمنا لم يولد له أبناء، واشتاق كثيرا كثيرا لأن تكون له ذريّه، ولا جديد، وأخيرا بعد طول انتظار رزقه الله على كبر سنّه ذريّة كثيرة، Ùكانت عاطÙته ÙˆØبه لأبنائه كبيرًا جدا Ùوق ما يمكن تصوّره. بارك النبي إبراهيم ذريّته، ودعا لهم بخير، ولمكانته العظيمة السامية ÙÙŠ الملأ الأعلى أمضى الله هذه البركة، ÙˆØقق لذريّته هذا الØÙظ والتكريم، لكن بشرط Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ¹Ø¯Ù… البغي والظلم؛ يقول الله: “وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات Ùأتمّهن قال إنّي جاعلك للناس إماما قال ومن ذريّتي قال لا ينال عهدي الظالمين”ØŒ يقول الله: “Ùتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إنّ ÙÙŠ ذلك لآية لقوم يعلمون”!
تزوج النبي إسرائيل أربع زوجات، وأنجب منهن جميعا اثني عشر ولدا ذكرا، كانت الغيرة والØسد والكراهية هي السمات البارزة بين الزوجات، ومن ثمّ بين الأبناء الإخوة، وقد أدّت بدورها إلى ارتكاب جريمة كبيره! عاش الأØÙاد ÙÙŠ مصر زمنا طويلا، وزاد عددهم بدرجة كبيرة. عاشوا ÙÙŠ ظرو٠مختلÙØ© بين الغنى والÙقر وبين الكرامة والإهانة، لكن لم يستطع الأØÙاد الاندماج والذوبان ÙÙŠ المجتمع المصري؛ Ùقد ترسخ ÙÙŠ ضمير المواطن الإسرائيلي عامّة وعلماء بني إسرائيل خاصّة أنّهم Ø£Ùضل من غيرهم وأنّهم Ùقط دون غيرهم Ù…Ùلاك الØقيقة المطلقة، وأنّهم Ùقط دون غيرهم من يعرÙون الطريق إلى الله، ولم لا؛ Ùهم Ø£ØÙاء الأنبياء إبراهيم وإسØÙ‚ ويعقوب! خرج بنو إسرائيل من مصر إلى تيه كبير وشتات عظيم، كان -وما زال- السمة البارزة والمميّزة لتاريخهم منذ خروجهم Øتى قيام الساعة، والله أعلم!
كانت الÙكرة العنصريّة والإØساس العميق والكبير بالتÙوّق والسمو والرغبة الملØّة ÙÙŠ السيطرة والهيمنة على الآخرين هي المشاعر السائدة التي يتوارثها الأبناء والأØÙاد جيلا بعد جيل. كانت الÙكرة العنصريّة هي السبب الرئيسي ÙÙŠ شقاء وتعاسة بني إسرائيل منذ أن كانوا إلى الآن، والسبب الرئيسي ÙÙŠ عدم اندماجهم وانصهارهم ÙÙŠ كل الشعوب التي كانوا يعيشون بينها! عاش بنو إسرائيل ÙÙŠ أوروبا خاصة ÙˆÙÙŠ كل دول الشتات عامة منبوذين مقهورين، ولم يكن لهم صديق دائم Øتى وجدوا ضالتهم المنشودة ÙÙŠ الإنجليز (الملائكة)Ø› Ùكلاهما يتمتع بنÙس الصÙات وله Ù†Ùس التطلّع ÙˆØ§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ù…Ù† إخضاع الأمم الأخرى وجعلها عبيدا وخدما لهم! قديما استطاع اليهود اختراق الإسلام وإنشاء العقيدة الشيعيّة، وهاهم يخترقونه مرة أخرى بمعاونة المخابرات الإنجليزيّة، بإنشاء الجماعات الإسلاميّة المتطرّÙØ© وعلى رأسها جماعة Øسن البنا (الإخوان المسلمون)ØŒ على Ù†Ùس النمط الÙكري العنصري الإسرائيلي الإنجليزي، Ùضلا عن دعم وإنشاء أنظمة عربيّة وإسلاميّة موالية لهم، يريدون بذلك تدمير الإسلام Ùكرا وعقيدة ودولة من الداخل، كما دمّروا المسيØيّة من قبل. ليس من المستغرب تطابق الرؤى والأÙكار Øتى المناهج والتصرÙات، بين الصهيونيّة والإنجليز والمتطرÙين الإسلاميّين، لأنّ هذه الÙكرة العبثيّة تنتشر بين المجرمين عبر اختلا٠الأمكنة والأزمنة! أنشأ الإنجليز دولة إسرائيل لأسباب عديدة، يمكن تصور بعضها Ùيما يأتي:
1) منع التواصل السياسي التاريخي بين مصر والشّام والØجاز.
2) الØد من Ø·Ù…ÙˆØ Ù…ØµØ± لاسترداد الخلاÙØ© الإسلاميّة من تركيا.
3) الاØتÙاظ بمÙرزة متقدمة لأوروبا أو Øل٠الناتو، تتكوّن من قواعد عسكريّة ومستودعات أسلØØ© وذخائر سريّة، تمهيدا لإعادة اØتلال مصر والشام عند تغير موازين القوى وشعب مقيم بصÙØ© مستمرة ÙŠØرس هذه القواعد.
4) ÙŠÙعد إنشاء دولة إسرائيل رمزا لانتصار أوروبا على الإسلام.
تخطئ المرأة ÙÙŠ معاملة الرجل على أنه امرأة أخرى، ويخطئ الرجل عندما يظن أن المرأة تÙكر وتتصرّ٠بأسلوب الرجل، وتخطئ أوروبا عندما تØلل شخصيّة العربي بنÙس القواعد والأسس التي تØلل بها شخصيّة الغربي؛ Ùليست الØماقة هي Ùقط إنشاء دولة إسرائيل، لكن الØماقة كل الØماقة ÙÙŠ اعتقاد البعض بقاء واستمرار هذه الدولة Øتى لو امتلكت كل أسلØÙ‡ الدنيا! كثيرا ما نسمع الإسرائيليّين يتكلّمون عن ØÙ‚ تاريخي لهم ÙÙŠ Ùلسطين والقدس، هذه الÙكرة ليست لإقناع العرب أو العالم بØقهم ÙÙŠ اØتلال بلادنا، بقدر ما هي ÙÙŠ الأساس لإقناع اليهود أنÙسهم ليتجمعوا ويكوّنوا دروعا بشريّة Ù„Øماية Ù†Ùوذ الناتو ÙÙŠ أرض الإسلام! إنّ المتأمّل ÙÙŠ تاريخ إسرائيل (Ùكرة ونشأة ودولة)ØŒ يجد أن كلمة السر ÙÙŠ كل ذلك هي الخيانة! لقد ساعد الخونة من العرب والمسلمين على إنشاء هذا الكيان، ودون هذه الخيانة لم يمكن قط بأي Øال من الأØوال Ù†Ø¬Ø§Ø Ù‡Ø°Ù‡ الÙكرة ونشأة هذه الدولة وبقاؤها إلى الآن؛ إن إنشاء دولة إسرائيل عمل مخابراتي بامتياز!
إنّ المتأمّل ÙÙŠ نكسة يونيو 1967ØŒ لا يمكنه أن يتوقع أو ÙŠÙهم هذه النتائج الكارثيّة التي Ø£Øدثها الهجوم الإسرائيلي دون كلمة السر هذه، لأنّه لو أن جنود القوات المصريّة والسوريّة جلسوا ÙÙŠ أماكنهم Ùقط دون أي Ùذلكة عسكريّة أو أي إمداد إضاÙÙŠ لكانت إسرائيل Ùقدت نص٠جنودها المهاجمة على الأقل، ولم يمكنها قطÙÙ‘ البقاء أكثر من سنة واØدة ÙÙŠ كل من سيناء والجولان، بدليل النجاØات العسكريّة الكبيرة التي Øققها الجيش المصري عقب انتهاء الهجوم الإسرائيلي بدقائق! إنّها الخيانة مع الأس٠الشديد! لقد كان الهد٠من هذه العمليّة هو تØويل القضيّة العربيّة الأولى من تØرير Ùلسطين إلى تØرير سيناء والجولان.
يقول دانتي: الدنيا Ù…Ø³Ø±Ø ÙƒØ¨ÙŠØ±! تولى السادات زمام القيادة، وقدّم للعالم عرضا مسرØيّا رائعا، كان هو بطله الوØيد، ولم يتسنَّ لأØد من المشاهدين طوال Ùتره العرض توقّع السيناريو أو استنتاج سابق للأØداث! كان السادات يعشق السياسة والرياسة والØكم، Ùبدا ÙÙŠ Ø£Øلك الظرو٠وأقساها التي مرّت على الأمّة ÙÙŠ سعادة وابتهاج وكأنّه Ùراشة ترقص Øول عمود نور! كان أوّل ما قام به السادات:
1) إعادة هيكلة جهاز المخابرات، لتبدأ الØرب مخابراتيًّا.
2) التخلص من صعاليك السياسة المصريّة التي أنشأها نظام جمال عبد الناصر المريض.
3) ادّعاء قطع العلاقات بين مصر والاتØاد السوÙيتّي، وكانت الÙقرة الأولى ÙÙŠ هذا العرض الكبير، وإلى الآن لم يستطع Ø£Øد تقريبا اكتشا٠أن قطع العلاقات المصريّة السوÙيتيّة لم يكن إلا خدعة ساداتيّة الإيØاء.
4) تØييد Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù†ÙˆÙˆÙŠ الإسرائيلي، بأن استطاع السادات قبل بدء الØرب امتلاك الرد المناسب Øال توجيه إسرائيل مثل هذه الضربة إلى مصر.
وبالطبع أبلغ إسرائيل بذلك ليأخذ الساسة الإسرائيليون وقتهم ÙÙŠ التÙكير قبل اتخاذ القرار؛ قال: “العمق بالعمق، والنابالم بالنابالم”!
بدأ العبور العظيم موجات من الرجال يعبرون قناة السويس التي يزيد عرضها على ثلاثمئة متر، دون استراØØ© يصعدون ساترا ترابيّا يزيد ارتÙاعه على عشرين مترا بزاوية ميل تقترب من ثمانين درجة وهم ÙŠØملون أسلØتهم كاملة على ظهورهم أو Ùوق رؤوسهم أو بين أيديهم، ثم يسيرون بعد ذلك مساÙات طويلة تقترب من أربعة كيلومترات أو أكثر، للسيطرة على النقاط الإسرائيليّة القويّة، وذلك كله Ùوق Øقول الألغام وبمواجهة وابل من نيران العدو المستعد سابقا لاستقبالهم. ولم يمض وقت كثير Øتى تم الاستيلاء على خط الدÙاع الرئيسي للقوات الإسرائيليّة (خط بارليÙ)ØŒ الذي أنÙÙ‚ عليه الإسرائيليّون الكثير، وكأنّه “كان صرØا من خيال Ùهوى”! وبدت إسرائيل كامرأة كاسية تعرّى منها أثمن وأسمن وأغلى جزء Ùيها! كان عرضا رائعا، كان الجنود المصريّون بقيادة السادات ورÙاقه يعزÙون سيمÙونيّة الأداء المتميّز، كان عملا مذهلا، باعثا على التأمّل، مثيرا للدهشة والإعجاب والضØÙƒ أيضا، يقول الله: “هو الذي أخرج الذين ÙƒÙروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الØشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنّوا أنّهم مانعتهم Øصونهم من الله Ùأتاهم الله من Øيث لم ÙŠØتسبوا وقذ٠ÙÙŠ قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين Ùاعتبروا يا أولي الأبصار”! Øاول الإسرائيليّون تغيير الواقع لكنّهم كانوا كثور مذبوØØŒ ما هي إلا مسألة وقت ليتقبّلوا الواقع الجديد! ومن الخدع الساداتيّة المخابراتيّة المثيرة الاختلا٠الذي Øدث بينه وبين رئيس الأركان الÙريق الشاذلي، التي انطلت على الكثيرين! أراد السادات من الشاذلي أن يكون طعما لاصطياد خصومه على المستوى العربي والغربي!
كما بدأ المصريون الØرب بكÙاية، استطاع الإسرائيليّون بنÙس الكÙاية إنهاء الØرب! تÙتّق ذهن الجنرال شارون عن Ùكرة عبقريّة، وبمعاونة المخابرات الأمريكيّة استطاع اختراق ثغرة بين القوات المصريّة، وانطلق غير عابئ! كان الجنرال التعيس يريد أن ÙŠØتل القاهرة، ثم تواضع ÙÙŠ طموØÙ‡ إلى اØتلال الإسماعيليّة، ثم أخيرا رضي باØتلال السويس، لكنّه ÙÙŠ نهاية الأمر استقر أعلى قمّة جبل عتاقة! وجلس هو وجنوده ÙÙŠ انتظار تدخّل العناية الإلهيّة التي تراÙÙ‚ بني إسرائيل أينما Øلّوا! وبعد مشاورات جادة بين السادات والإدارة الأمريكيّة تم الاتÙاق على كل شيء، بدءا من الإÙراج عن ملك إسرائيل الأخير، مرورا بانتهاء الØرب، Øتى إنهاء الاØتلال الإسرائيلي لسيناء وعمليّة السلام، وكل ما Øدث بعد ذلك من معاهدات واتÙاقات كانت أمورًا شكليّة (تØصيل Øاصل)ØŒ ÙˆÙرصة لأن يؤدّي السادات بعض الÙقرات التي يهوى أداءها على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³Ø© الدولية!
السؤال الآن: ما ÙلسÙØ© هذه الØرب؟
إنّ المتأمّل Ù„Øرب أكتوبر 1973ØŒ يجد Ù†Ùسه أمام شبكة معقدّة من الأÙكار والخطط، Ø£Ù†ØµØ Ù†Ùسي وكل من ÙŠÙكّر ÙÙŠ هذه العمليّة بكل جوانبها العسكري والسياسي والاقتصادي والمخابراتي والدبلوماسي، أن يرتقي Ùوق كل هذه الأØداث والدقائق، لأن Ø£Øداث الØرب كبيرة وكثيرة ومتشابكة ومعقّدة سترهق الذهن كثيرا جدا! لكن ماذا كان وراء هذه الØرب، وماذا كانت أهم نتائجها؟
باختصار شديد جدا للغاية، كانت مصر تدرك أنّ الإسرائيليّين ÙÙŠ Ùلسطين ما هم إلا أداة الناتو (موظّÙون)ØŒ بدءا من العمّة جولدا، Øتى أصغر Ø·ÙÙ„ Ùيها! قال السادات يوما إنّ 99% من أوراق اللّعبة ÙÙŠ يد الأمريكان، وكان Ù…Øقّا. كانت مصر تريد أن توق٠أو تØدّ من Ø·Ù…ÙˆØ Øل٠الناتو ÙÙŠ المنطقة، وكان لمصر ما أرادت، وتØقق لها ما خططت له. المشكلة الآن التي يصعب Øلّها أو معالجتها Øقا، هي Øالة الرعب والهلع المرضي التي أصابت شعب إسرائيل ÙÙŠ Ùلسطين، المشكلة الآن هي انهيار نظريّة وعقيدة التÙوّق العنصري التي كان يعتنقها اليهودي عامة والإسرائيلي خاصّة؛ Ùكثيرا ما سأل الإسرائيلي Ù†Ùسه:
1) هل تخلّي الله عنّا؟
2) لماذا لم يغرق المصرييّن ÙÙŠ القناة كما أغرقهم ÙÙŠ البØر من قبل؟
3) ماذا سيØدث لنا ÙÙŠ المستقبل بعد أن تخلت عنّا العنايه الإلهيّة؟
إنّ المشكلة الأساسيّة، هي أنّ اليهود والإنجليز والمتشدّدين الإسلاميّين، تجمعهم Ùكرة واØدة وخطأ واØد: أما الÙكرة Ùهي العنصريّة والشعور العميق بالتسامي والتÙوّق، وأما الخطأ Ùهو أنّهم يعبدون الله كما يريدون، لا كما يريد؛ Ùلم يسأل الإسرائيليّون أنÙسهم -ولو مرّة واØدة-: هل Ù†ØÙ† Øقّا يهود كما يريد الله؟ أو يهود كما نريد Ù†Øن؟
خلاصه القول أنّ الÙكرة العنصرية والرغبة ÙÙŠ السيطرة والهيمنة على العالم، ما هي إلا Ø·Ù…ÙˆØ Ø¨Ø§Ø¦Ø³ وخيال مريض ليس له أساس منطقيّ. إنّ من يعتنق الÙكرة العنصريّة وتسيطر عليه الرغبة ÙÙŠ الهيمنة على العالم، كمن يعشق امرأه ليس لها أرض أو وطن أو عنوان، أو كمن يطارد خيط دخان، والله أعلم، ØÙظ الله مصر والمصريين!